ثقافة

ألب أرسلان

تعريف عن ألب أرسلان

هو ألب أرسلان محمد بن داوود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق التركماني. ولد في “424هـ / 1029م” وتوفي في “465هـ / 1072م”. إنه أحد أهم قادة المسلمين وكبار رجال التاريخ وصاحب الانتصار الخالد على الروم في معركة ملاذكرد. عرف باسم ألب أرسلان وتعني بالتركية الأسد الباسل وهو ثاني حكام الأتراك السلاجقة بعد السلطان المؤسس طغرل. لقد كان معروفًا بكرمه وعدله وكان أيضا رحيم القلب رفيقًا بالفقراء كثير الصدقات والدعاء و الشكر بما أنعم الله به عليه. اتسع ملكه ودان له العالم حيث بلغ حدود حكمه من أقاصي بلاد ما وراء النهر إلى أقاصي بلاد الشام. رغم عظم مملكته إلا أنه كان تابعًا للخلافة العباسية في بغداد. كانت مدة ملكه منذ أن خُطب له بالسلطنة إلى أن قتل تسع سنين وست أشهر تقريبًا.

بداية حكمه و توليه السلطنة

لما مات السلطان طغرل قام عميد الملك الكندري بتنصيب سليمان بن جافري على كرسي السلطنة حيث أن عمه طغرل كان قد عهد إليه بالملك. لما خطب له بالسلطنة اختلف الامراء فمضى باغي سيان وأردم إلى قزوين وخطبا لعضد الدولة ألب أرسلان محمد بن داوود جفري وهو حينئذ والي خرسان ومعه الوزير نظام الملك، حيث حظى ألب أرسلان برضى الناس وميلهم إليه. عندئذ رضخ الكندري إلى رغبة الناس و خطب لألب أرسلان في مدينة ري على أن يخلفه أخوه سليمان.

القبض على عميد الملك الكندري وقتله

عميد الملك الكندري وهو وزير طغرل بك وكان فصيحًا في العربية وشاعرًا، وكان يلعن الرافضة و الأشعرية. يذكر ابن الاثير في تاريخه أن لابن الكندري ابنة واحدة. قبض عليه سنة 456 هـ وسبب ذلك أنه قصد خدمة نظام الملك وزير ألب أرسلان وقدم له 500 دينار فخاف السلطان من غائلة ذلك فقبض عليه ثم قتله وحملت جثته إلى كندر ليدفن فيها.

حروبه الداخلية لوأد الثورات

قلعة ختلان

عصى أميرها ومنع الخراج وتحصن في قلعته، فحاصرها ألب أرسلان وشقت عليه. قاتل ألب ارسلان إلى جانب جنده وترجل وصعد في الجبل فتحمس الجند واشتدوا في القتال، ثم صعد أمير القلعه على شرفة من شرف القلعة يحرض جنده على القتال فأتاه سهم من سهام جيش السلاجقة فقتله. تسلم ألب ارسلان القلعة و جعهلها في جملة ممالكه.

منطقة هراه

كان يملكها عمه فخر الملك بيغو بن ميكائييل الذي طمع بالملك لنفسه. لقد حاصره ألب ارسلان و ضييق عليه فاستسلمت المدينة فخرج عمه إليه فعفا عنه و أكرمه وأحسن صحبته.

منطقة صغانبان

كان أميرها موسى الذي تحصن في قلعته فحاصرها ألب أرسلان وجنده و ملكوا القلعة و أسروا أميرها.

فتح مدينة آني

عندما قرر السلطان ألب أرسلان غزو الروم، عزم على الانطلاق من مرو إلى أذربيجان. لقد تعاون ألب أرسلان مع أمير التركمان طغدكين للإستفادة من معرفتهم بمسالك تلك الأراضي. بدأ حملته بعبور نهر أرس وقسم الجيش إلى قسمين: قسم بقيادة ملك شاه والوزير نظام الملك والآخر معه لدخول بلاد الكرج.

نجح جيش ملك شاه في فتح العديد من القلاع والمدن المحصنة أيضا مثل سور ماري ومدينة مريم نيشن والتي كانت ذات أهمية كبيرة للنصارى. بعد ذلك التحق جيش ملك شاه بجيش ألب أرسلان الذي واجه تحديات عبور الأنهار ولكنه تمكن من فتح مدينة أعال لآل بعد حرب شديدة.

توجه ألب أرسلان بعدها إلى مدينة آني، المدينة المحصنة والمكتظة بالسكان. لقد وضع خطة محكمة تضمنت استخدام المنجنيق ونقب السورحيث حيثما تمكن الجيش من اقتحام المدينة وقتل العديد من المدافعين وأسر آخرين. أثمرت الفتوحات عن فرح كبير في صفوف المسلمين كما أشاد الخليفة بألب أرسلان ودعا له.

المدارس النظامية

في سنة “457 هـ” ابتدأ بعمارة المدرسة النظامية ببغداد وتم إنهاء البناء في سنة 460هـ وتقرر التدريس بها للشيخ أبي اسحق الشيرازي وكان أول درس في المدرسة للشيخ أبو منصور بن يوسف بن الصباغ صاحب كتاب الشامل حيث كان يعطي الدروس في بداية إنشاء المدرسة وكانت مدة إعطاءه للدروس 20 يوما كما ذكر ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ.

عهد السلطنة لملك شاه ابن ألب أرسلان

في سنة “458 هـ” اجتمع السلطان ألب أرسلان بأمراء الدولة السلجوقية من إخوته و أبناءه و أعمامه كذلك أبناء عمومته وأخذ عليهم العهود و المواثيق لولده ملك شاه بأنه السلطان من بعده.

معركة ملاذكرد

تعتبر نقطة تحول في تاريخ الأناضول وأحد أعظم انتصارات السلاجقة ضد البيزنطيين. اندلعت المعركة في بلدة ملاذكرد الواقعة شرق تركيا حاليًا.

قدم ملك الروم أرمانوس بجيش ضخم يقدر بـ 200 ألف جندي من مختلف الشعوب كالروم، الفرنج، الروس، والكرج بهدف مهاجمة بلاد الإسلام. عند وصول الخبر إلى السلطان ألب أرسلان الذي كان في أذربيجان أسرع بجيش صغير من 15 ألف فارس لملاقاة العدو رغم قلة قواته.

واجهت مقدمة جيش المسلمين مقدمة جيش الروم وتمكنت من أسر قائدهم. أرسل السلطان طلبًا للهدنة إلى ملك الروم الذي رفض. صلّى السلطان بالجيش يوم الجمعة وأعلن استعداده للشهادة وارتدى الكفن، ممّا أثار حماس الجنود.

دارت معركة شرسة انتهت بنصر كبير للمسلمين، حيث أُسر ملك الروم أرمانوس. تم إطلاق سراحه بعد دفع فدية ضخمة قدرها 1.5 مليون دينار وإلزامه بتحرير الأسرى المسلمين في بلاد الروم.

وفاته

في أول سنة 465 هـ قصد السلطان ألب أرسلان مع شمس الدين تكين بلاد ما وراء النهر فأمر بعمل جسر ليعبر عليه بجيش قرابته 200 ألف فارس، فأسر والي إحدى القلاع يدعى يوسف الخوارزمي وكان السلطان متكئًا فأمر الجند ان يشدوا اطراف الرجل، فقال يوسف: “يا مخنث مثلي يقتل هذه القتلة؟” فأمر السلطان الجنديين أن يتركوه وحمل سهما فرماه فأخطأه فانقض عليه يوسف وطعنه في خاصرته وأصاب بعض الرجال حوله، ثم أدرك الجند ذلك الرجل فقتلوه وقطعوه. توفي السلطان ألب أرسلان في العاشر من ربيع الأول على أثر ذلك الجرح وقد بلغ من العمر أربعين سنة ودفن في مرو بجانب أبيه.

تعرف أيضًا على أكبر عشر دول في العالم من حيث المساحة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى